uïïun  170, 

sdyur 2961

  (Juin  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

puma ur itili usrkn n usmnäw n tmazivt am usrkn n "lirkam"

Français

La haine de soi amazigh

La révision constitutionnelle

Prénom amazigh: essai d'une étymologie

Le Maroc au club des dictatures

Libya TV diffuse son premier journal télévisé en tamazight

Décès de Mohand Issad

العربية

حتى لا تلقى دسترة الأمازيغية نفس مصير ليركام

أن نكون أو لا نكون

رسالة مفتوحة إلى اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور

دروس في الأمازيغية وما حولها

إلى الفاسي الفهري وآخرين

الحق الموجب لترسيم الأمازيغية

مداخل ومقومات الدستور الديموقراطي

إلى القائلين بأن للمغرب انتماء عربيا

كل شيء حلال في المغرب إلا أن تكون أمازيغيا

هل الأمازيغية "أم ولدٍ"؟

الأمازيغية في مفترق الطرق

مشروع جمعية سكان العالم حول التعديلات الدستورية

قراءة في فيلمين تربويين أمازيغيين

بيان المنتدى الوطني للمرأة بكرسيف

 

 

 

قراءة لفيلمين تربويين أمازيغيين

بقلم: لحسن ملواني

 

الفيلم الأول بعنوان «تميمة لدجيكة»، إخراج محمد الهوري.

للفيلم التربوي دور بالغ الأهمية انطلاقا من طبيعة وسائله التي منحته القدرة الفائقة في تشكيل أفكار الجماهير وتوجهاتهم سلوكيا وثقافيا، فهو مؤثر ومنخرط في التنمية الثقافية والتغيير الاجتماعي والتربوي.

والفيلم كوسيلة فنية تعبيرية ينافس الوسائط الفنية الأخرى استنادا إلى توظيفاته اللامنتاهية للعناصر المؤلفة للفنون البصرية.

لقد صار الفيلم التربوي القصير شيئا فشيئا يندرج ضمن الآليات المعالجة لمشاكل الطفولة وما يهدد حياتها ومستقبلها، صار الفيلم جنبا إلى جنب مع الكتاب والمجلة والمحاضرة. بل إنه أكثر فعالية في التبليغ والاستقصاء لما يمكنه أن يشكل عائقا أمام نشأة سليمة للأطفال، وفي الآونة الأخيرة ظهرت أفلام لا بأس بها من قبل أساتذة مهتمين تمكنوا بفضل جهودهم الشخصية واستنادا على مواهبهم من دخول ساحة الإبداع في المجال، وكانت عطاءاتهم مجدية تستحق التشجيع للسير بها نحو مزيد من النضج وامتلاك التقنيات الإبداعية الناجعة لإنتاجات فيلمية تتجاوز المحلية إلى العالمية. والفيلم الذي نحن بصدد تقديم قراءة عابرة له تجربة فيلمية تحاول مقاربة مشكل من مشاكل المتعلمين ببعض المناطق المغربية.

عنوان الفيلم: تميمة لدجيكة

لا شك أن للعنوان في الفيلم الطويل ولا القصير أهمية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. فالعنوان يعتبر العتبة المستميلة للإقبال على المُنتج الإبداعي انطلاقا من إثارتها للحس الفني لدى المشاهد، وهو بذل يعتبر عنصرا جماليا دقة صياغته تدل على علاقة السيناريست الحميمية بعمله. فهو عنصر يساهم في تعميق فحوى الفيلم وتوجهه، والحال أن معظم الأفلام الأمازيغية التي أنجزنا قراءات بصددها تفتقر إلى عناوين معبرة لها من العمق ما يجعلها تؤدي الغرض الفني والمضمون المتوخى من ورائها.

عنوان الفيلم معبر رغم بساطته، فهو يلخص فكرة الفيلم، يجسد العلاقة بين البطلة واعتقادها الزائف تجاه التميمة، يوحي إلى قصة البطلة مع التميمة، الأمر الذي جعله عنوانا مشوقا يجعلنا ننتظر مجريات الفيلم قبل التفرج عليه.

التميمة خرزة أو ما يشبهها كان الأعراب يضعونها على أولادهم للوقاية من العين ودفع الأرواح، أما الحرز فهو ما يكتب ويحمل فيقي حامله من المرض والخطر كما يزعمون باطلا» 1. العنوان جاء بالعربية، وكان من المستحسن أن يكون بالأمازيغية مقابل وضع ترجمة مرافقة له مادام الفيلم أمازيغي البيئة واللغة. ولا بد من الإشارة انطلاقا من التعريفين المشار إليهما أن التميمة ليست هي الحرز وإن كانا يتخذان لنفس الغرض، والحال أن التميمة قد يقابلها بالأمازيغية « تيموست وتكموست أو تكريست». أما الحرز فهو الحرز ذاته باللغتين. وهنا نكون بصدد إطلاقين مختلفين في الفيلم، في العنوان تميمة، وفي أحداث السيناريو هناك الحديث عن الحرز. ورغم ذلك فالوظيفة المأمولة قد تحققت.

ونشير إلى أن المخرج لجأ إلى العنونة التحتية إشارة إلى تقدم الزمن، فجاء العنوان التحتي «يوم جديد» كإشارة لتجدد الحدث، وكان بالإمكان أن يشار إليه داخل الفصل على السبورة، خاصة وقد كان اليوم الأول حسب المكتوب على السبورة 11 فبراير، واليوم الثاني 12 فبراير. فالإشارة إلى ذلك عبر العنونة التحتية فُضلة لا أهميتة لا خاصة حينما يتعلق الأمر بالفيلم القصير الذي يحتاج إلى القص والتشذيب لكل ما لا يمكنه أن يكون لبنة من لبنات بناء الحدث ودراميته.

الفكرة المحورية للفيلم:

فتاة قروية اعتقدت بل سلمت بجدوى تعليق تميمية من أجل التفوق الدراسي، لكن الواقع كذب اعتقادها، فصححت الوضع، أحرقت التميمة وعزمت على الجد والكد من أجل التحصيل.

والفكرة المحورية بهذا المضمون تتجاوز المسألة الدراسية لتعالج ظاهرة الاعتقاد بجدوى التمائم في اعتقاد بعض الكبار رجالا ونساء، بل إن أب بطلة الفيلم هو مصدر اتكالها وتمسكها بالتميمة كمصدر قوة مجانية.

التشخيص للأحداث:

في الفيلم القصير يتطلب التشخيص مهارة التأثير في المتلقي، لذا يتطلب الإعداد للتشخيص مدة كافية يتمكن فيها الممثل من اتخاذ واكتساب الوضعيات المتطلبة للأداء التمثيلي، إذ على المخرج حسن الاختيار وحسن التدريب على المطلوب بغية الدقة والحصر وتجنب كل ما يمكن اعتباره فُضلة غير مساهم في تطعيم النسيج السيناريوهي المختار للفيلم.

تشخيص أحداث الفيلم تشخيص لا بأس به، فهو تشخيص عادي، تم وفق ما تتطلبه الأحداث من الواقعية في توصيف الوضع المحدد للفيلم. فقد أدت «تلدجيكة» دورها عبر انفعالاتها التي جاءت عبر ثلاث مراحل:

ـ مرحلة الفرح للحصول على الحرز كوسيلة مخلصة من متاعب الحفظ والإعداد للدروس مع التفوق الدراسي بلا جد ولا كد.

ـ مرحلة خوض التجربة الدراسية بمعية التميمة التي خذلتها وقت الشدة [وقوفها أمام التلاميذ عاجزة عن الاستظهار لسورة من سور القرآن الكريم، وعجزها على القراءة لاحقا]

ـ مرحلة لامتعاض مما قدمت عليه بعد إقناع المدرس لها، مما جعلها تقدم على حرق التميمة مقتنعة بعدم فاعليتها في تحقيق مرادها.

هذه المراحل هي المشَكِّلة للتضاريس الكبرى التي توزع وفقها الفيلم، وهي مراحل جعلت الفيلم مبنيا انبناء مقبولا يتدرج بالمتفرج عبر عرض المشكل ومعالجته توصلا إلى البديل الناجع المصحح لما سبق. أما البطل الثاني متمثلا في يدير فقد كان تشخيصه مقبولا، كما أن استخدامه في الفيلم يجعلنا أمام وضعين أحدهما يصحح الآخر، فتدلجيكة اختارت التواكل وتمسكت بالوهم، وفي المقابل نجد «يدير» المتعلم المجد الذي أبدى تفوقه أمام زملائه اعتمادا على جهده الشخصي.

حبكة وقصة الفيلم قدمت وفق سرد راعى فيه كاتب السيناريو السرد الطبيعي للأحداث.

ونشير إلى أن البنية الفنية للفيلم جاءت بنية معيارا وهي البنية التي تتركب من استهلال، ووسط يمثل الأزمة /العقدة، ونهاية تمثل الحل. وهي بنية تناسب الفيلم التربوي القصير مقارنة بالأفلام الطويلة التي قد تبدأ بالنهاية، وقد ينتهي الفيلم بلا نهاية واضحة، فيُسقط المتفرج في تساؤلات واحتمالات تناسب الخاتمة، وهي احتمالات توحي بها الأحداث ووضعيات الممثلين.

سيناريو الفيلم:

لن نختلف في كون السيناريو الأرضية الضرورية لإنجاح أي فيلم طويلا كان أم قصيرا، وكاتب السيناريو ينبغي أن يتسلح بثقافة ومتخيل وبعد النظر إزاء الأحداث في الواقع وفي السرد وعلى الشاشات. وكثيرة هي الأفلام التي كان السبب في ضحالتها وإسفافها الترهل والفراغ المعتري للسيناريو، السيناريو هو البيئة الحاضنة للممثلين والأحداث والمخرج.

وسيناريو فيلم “تميمة لدجيكة “ سيناريو مستحسن من حيث خطية السرد، وهو سيناريو به من التناسق الداخلي ما يجعله يمرر الرسالة المبتغاة من خلاله بوضوح.

اللقطة في الفيلم:

لم يعمد المخرج إلى ما نسميه باللقطة العامة والتي يُلجأُ إليها في بداية الفيلم كي تبرز المنظر والوسط العام الذي سيتحرك الممثلون عبره، إنها اللقطة التي تقدم للمشاهد المسار الذي سيشكل فضاء أحداث الفيلم، وهذه اللقطة تساعد في التحديد المكاني للشخصيات من حيث الانتماء والديكور المنتظر الاعتماد عليه وغير ذلك.

اعتمد بدلها على مشهد يمثل النيران الملتهمة للهشيم. وهي لقطة بالفيلم ما يبررها، فالنار مثلت في نهاية الفيلم مصير التميمة الخاذلة لبطلة الفيلم التي بنت عليها أمل التفوق و الفلاح بلا جهد.

أما اللقطة الشاملة فقد لجأ إليها المخرج في الحدود الضيقة التي يقتضيها قصر الفيلم، وقد تمثلت في مشهد التلاميذ حذو المدرسة، مرة وهم يتحدثون، ومرة وهم يهمون على الدخول إلى الفصل.

ونشير إلى اعتماد اللقطة الموسطة في جل أحداث الفيلم، وهو ما يقتضيه الفيلم من حيث إظهار البطل في علاقته بالمحيطين به. وللإشارة فاللقطة المتوسطة «تضم الشخصية من الرأس إلى الرجلين، وهي اللقطة التي كانت تستعمل في بداية السينما مع لوميير وميليس. غالبا ما تستعمل لتقديم الشخصية وهي تمارس الفعل»2

الصوت في الفيلم:

الصوت في الأفلام يتعلق بأربعة عناصر هي الموسيقى والحوار والمؤثرات الصوتية والصمت.

في فيلم «تميمة لجديكة» نلاحظ انعدام الموسيقى التصويرية والتي ترتبط بالجينيريك وتواكب أحداث الفيلم حسب اختيار فني معين، فالفيلم فقير من هذه الناحية عل الرغم من أهمية هذا العنصر الفني في إضفاء مزيد من العمق للحدث الدرامي. فكثير هي المحطات الصامتة في الفيلم.

الحوار في الفيلم مناسب، غير أنه يحتاج إلى مزيد من النقح مع الحفظ الجيد الذي يساعد على التجسيد الجيد. علاوة على تأرجحه بين اللسان الدارج والفصيح إلى جانب الأمازيغية، والمسألة قد تكون مقصودة من قل كاتب لسيناريو لتعكس المشكل اللغوي في المدرسة المغربية.

الصوت في بعض أحداث الفيلم محاط بمشوشات جعلته يبدو غير مفهوم كما ينبغي، والصوت في الفيلم له القدرة على أن يقدم فحوى النص بصورة عميقة شرط وجود الصورة ووجود من يملك المهارة الإلقاء الحواري بشكل مؤثر جدا.

التوليف:

في الفيلم نجد التوليف عبر الحذف وهو ما يقتضيه الفيلم القصير، فالمشاهد يلاحظ حذفا غير مؤثر على عملية الإدراك الكلي والشامل للفيلم كعمل فني متكامل الأحداث والعناصر، إلى جانب التوليف عبر الحذف نجد توليفا إيقاعيا. ويظهر هذا التوليف جليا بصدد استظهار مجموعة من التلاميذ جزءا من سورة من سور القرآن الكريم. وهو توليف استخدم استخداما منا سبا، لأن الفيلم القصير أحوج الأفلام إلى التشذيب 3والاختزال.

إيقاع الفيلم:

لقد نجح المخرج في تحديد إيقاع مناسب للفيلم. فاللقطات الممثلة لمجريات الفيلم جاءت متوازنة بحيث لا تؤثر سلبا على المشاهد، اللقطات متوازنة على مستوى الحركة والصورة الأمر الذي جل تلقي الفيلم تلقيا ممتعا.

ختاما:

عادة ما تقدم الأفلام التربوية الخاصة بالطفولة مادتها شفافة بعيدة عن التصنع والتكلف المؤثر على براءتها، وتؤسس هاته الأفلام على تيمات بسيطة لكنها تستدعي التعامل معها بعمق وتوصيفات تفضي إلى الالتفات إلى عالم الطفل وما قد يعتريه من مكدرات تنحو به إلى المهالك، آخذين بعين الاعتبار كون مصير المجتمعات ومستقبلها مرتبطا بالأطفال الناشئين في فضاءاتها بكل ما تحمله من مؤثرات.

الفيلم بصفة عامة فيلم يستحق التشجيع فهو خطوة نحو الإبداع الغائي الذي يمكن أن نلج من خلاله عالم الطفل بصورة النقد ووضع الأصبع فوق ما يوجعه ويؤثر على نموه الروحي والبدني والمعنوي.

وبقليل من العناية والضبط والتشذيب كان من الممكن الوصول بالفيلم إلى منزلة تجعله منافسا لبعض ما ينتج ويتبارى به في هذا المجال.

الرسائل التي مررت عبر الفيلم:

ـ براءة الطفولة وخضوعها للمفروض عليها بحسن نية.

ـ المتاعب اليومية التي يواجهها الطفل في القرى الجبلية.

ـ قسوة الظروف التي يعيشها المتعلم في مناطق من المغرب.

سلوكات غير تربوية قد تصدر من المدرس: الغضب الزائد رغبة في التوجيه إلى المطلوب، تكليف التلاميذ بتوزيع الكتب أو تسجيل أسماء المشاغبين.

ـ مزاوجة المتعلم بين عدة أعمال ومهام.

ـ انتشار الاعتقاد بجدوى الشعوذة في مواجهة الواقع.

ـ نجاح بعض المتعلمين في تحديهم لقسوة الظروف.

ـ سوء التوجيه الذي يصدر من بعض آباء المتعلمين.

ـ مواجهة المتعلم لازدواجية اللغة، ـ لغة القسم :دارجة، فصحى.ـ لغة خارج القسم: أمازيغية.

هوامش:

1ـ المنجد في اللغة والأعلام، دار الشروق بيروت الطبعة الأربعون طبعة منقحة ومزيد عليها 2003م.

2 ـ مادة التعبير الفيلمي بوبكر الحيحي. الطبعة الاولى ابريل 2003م ص 15

التوليف الإيقاعي: توالي مجموعة من الافتعال عبر مجموعة من اللقطات بشكل إيقاعي. انظر كتاب التعبير الفيلمي السابق ص:44.

البطاقة التقنية للفيلم:

معلومات فنية : الأكـــاد يـمــية : سوس ماسة درعة

الـنـيـــــــابة : ورزازات

الـمـؤســــــسة : م/م أمجدادار

عـنـوان الـفـيــلم : تميمة لدجيكة (lparz n ldjiga)

مــدة الـفـيــــلم : 12 دقيقة و 53 ثانية

مدة الجينيريك في البداية : 37 ثانية

مدة الجينيريك في النهاية : 29 ثانية

سـيـنــــــاريـو : رضوان فحمى و عبد الرحيم الوثيقي

تـــصـويـــــر : عبد الرحيم الوثيقي

الإضــــــــاءة : محمد الجيلالي

الـصـــــــوت : زعزاع اسماعيل

الـمـونـتـــــاج : محمد الهواري و عبد الرحيم الوثيقي

تصـميم الغــــلاف : محمد الهواري

أسمــاء الـممثلـين :عمر مسعود ـ امحمد أعروش ـ وردية فنكورـ صفية حانون.

 

الفيلم الثاني بعنوان «شعاع» =» إزينزر» لنفس المخرج محمد الهواري.

ستظل التربية ـ دوما ـ منطلقا لتحقيق الآمال، أو «مخرجا لإصلاح خرائب الآباء»، على حد قول جون ميلتون، والتربية ـ وهذا مصيرها ـ إما أن تكون أس الداء، وإما أن تكون الدواء وطوق النجاة، فما أن تنتاب الشعوب المصاعب والمحن، حتى تستمسك بالتربية ملاذا ومهربا»، د.نبيل علي.

الاعتبار بالسقوط خير معلم يجنبنا السقوط.

الفكرة المحورة لفيلم:

تمحورت أحداث الفيلم حول طفلين أمازيغيين هما «إبراهيم» و «لحسن» وكلاهما تلميذان يعانيان من عبء المزاوجة بين الدراسة والعمل في الحقل ككل أطفال القرية، إلا أن إبراهيم ثابر وجد وتحدى الظرف فتمكن من أن يصير مدرسا بينما «لحسن» لم يصمد أمام قسوة الظروف وفظاظة أبيه الجاهل الذي دفع به للهجرة نحو المدينة طلبا لعمل يكسب منه. وبعد سنوات سيجده إبراهيم صدفة، وقد صار أبا يعمل في الحقل وبجانبه ابنه الصغير، فنصحه وأوصاه برعايته حتى لا يقع في نفس الخطأ.

عنوان الفيلم:

لقد سبق أن أشرنا إلى أهمية اختيار العنوان للفيلم اختيارا ملائما يساهم في تعميق فكرة الفيلم وهدفه. والحال أن عنوان الفيلم «شعاع» يرمز إلى النور فهو في المعاجم: ضوء الشمس الذي تراه وكأنه حبال ممتدة، وتبعا لذلك ووفق أحداث الفيلم، فالمقصود به العلم والتعلم باعتبارهما النور الذي تهتدي به الإنسانية في معاشها ومعادها، إلا أن البحث في ثنايا أحداث الفيلم وبالتعمق فيها سيتبين أن الشعاع يمثل رمزا لإبراهيم التلميذ الكادح المتحدي الذي استطاع أن يتجاوز العقبات ليتخرج مدرسا سيساهم في تنوير قريته، فهو إلى جانب كونه مدرسا تكلف بتقديم دروس بصدد محو الأمية، وسيكون صديقه لحسن من بين الفئة المستهدفة بهذه الدروس.

ونرى من المستحسن كتابة عنوان الفيلم بالأمازيغية مشفوعة بالعربية. فشعاع بالعربية= « إزينزر»والجمع» إزنزار» بالأمازيغية.

رسائل مبثوثة في الفيلم:

الفيلم يستهدف التحسيس والإشعار بعدة قضايا تهم الطفولة في القرية المغربية ومن ذلك:

ـ مشكل تشغيل الأطفال.

ـ استباحة حقوق الأطفال من قبل الآباء.

ـ مشكل اللغة: فإبراهيم يجد صعوبة في التواصل مع المدرس، فهذا الأخير يسأل بالعربية الدارجة فيجيبه التلميذ بالأمازيغية.

ـ الحرمان من وسائل التدفئة والكهرباء.

ـ بساطة الوسائل التعليمية المستخدمة داخل وخارج الفصل.

ـ صعوبة الالتحاق بالمدارس لانعدام المواصلات، ووعورة المسالك إليها

ـ الشك في جدوى الدراسة من قبل الآباء.

ـ الفقر المدقع الذي يعانيه جل أطفال البوادي النائية عن المراكز الحضارية.

ـ الهدر المدرسي وهو أساسي في الفيلم، فهو يقدم أسبابه وعوامله ونتائجه، وقد حاول معالجة الأمر بمحو الأمية وهو حل لن يكون ناجعا بالشكل المطلوب، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر والعلم في الكبر كالنمش على المدر، كما يقولون.

وفي الفيلم لفتة مهمة تتعلق بنسبة المتفوقين القليلة جدا، وقد يكون إبراهيم التلميذ الناجي من الهدر المدرسي، وهذا مؤشر على كون رداءة الظروف لن تساهم إلا في هذا الهدر وضياع كثير من الفرص الثمينة للأطفال وللمجتمع.

سيناريو الفيلم:

سيناريو مناسب للموضوع إلى حد بعيد فقد تمكن من التوصل بالمشاهد إلى الرسالة الأساسية فيه. ويتوفر على قدر من الكتابة البصرية، إذا اعتبرنا كون أفضل السيناريوهات، السيناريو المركز على الكتابة البصرية أكثر من التركيز على الحوارات والمحادثات، وقد جاء الحوار ضمنه بسيطا مباشرا تقتضيه طبيعة الفيلم وموضوعه.

التشخيص في الفيلم:

يعتبر التشخيص العنصر الذي ينفخ الحياة في المادة الفيلمية، والتشخيص مفهوم يتضمن عدة مكونات منها الملابس والماكياج والحركات، ويقتضي فنية محددة تجعله موصلا إلى الغرض المستهدف به.

التشخيص في الفيلم تشخيص لا بأس به، فهو عادي خالٍ من التكلف، وقد ساعد على ذلك اختيار اللغة اليومية العادية. على أن أداء الحوار ينقصه الحفظ الجيد، فكثير من هذا الحوار فيه اضطراب ملموس مما يحيل إلى بعض التكلف والعجز فيه مما ينعكس على فنية الفيلم.

فضاء الفيلم:

يبدو فضاء الفيلم فضاء عاديا، لم يبد عليه أي تغيير أو تأثيث، فهو انطلاقا من الظاهرة المعالجة فضاء قاسٍ يعبر بمظهره عن أثره على المتعلمين الذين يعيشون في أحضانه. والفيلم في هذا الإطار تحسيس ولفت إلى معاناة الأطفال في بعض المناطق النائية، وفي ذلك تقريب لأسباب الانقطاع المبكر عن الدارسة. ومعرفة السبب خير سبيل نحو نجاعة العلاج.

لقطات الفيلم:

في اللقطة الأولى أدرجت مدرسة يعلوها العلم الوطني مرفرفا حذو الشمس وحولهما تحوم حمامة، لوحة تجعل المشاهد في صميم موضوع الفيلم ومجاله.

استخدمت في الفيلم اللقطة العامة والشاملة استخداما مناسبا في بداية ووسط الأحداث مرفقة بموسيقى تصويرية ساهمت في فنيته.

اعتمد الفيلم بالأساس على اللقطة المتوسطة التي تبين الشخصية كاملة وفي المحيط الذي تتحرك فيه، ونرى أن من المستحسن ـ أحيانا وخاصة في الأفلام التربوية القصيرة ـ استعمال اللقطة المقربة، وهي التي تقربنا من ملامح الشخصية بغية ملاحظة حالتها النفسية عن قرب.

الفيلم من حيث الفضاء والديكور يضعنا أمام واقع حقيقي يعيشه المتعلمون والمتعلمات في القرى النائية البعيدة عن المراكز، رغم بعض التحسن الذي طرأ عليها حاليا.

الموسيقى التصويرية أخذت مكانها في الفيلم وساعدت على تعميق الإحساس بمجريات ومعاناة الشخصيات: [موسيقى الناي ت مقاطع لمحمد رويشة...ٍ]

ومن العناصر الفنية المستخدمة في الفيلم التوليف عبر الاسترجاع «الصور التي يستغرقها الاسترجاع الفني تشكل فيلما داخل الفيلم لأن لها استقلالية نسبية. غالبا ما يكون الاسترجاع نتاجا للتذكر...» 1.

الفيلم تجربة تستحق التشجيع، فكل ما ينتج في إطار الفيلم التربوي سنعتبره أساسا مفيدا للتجارب المستقبلية، وطبيعة الإبداع أنه يتطور باستمرار، فكل تجربة تستفيد من سابقتها، وكل نقد في هذا المجال يساهم حتما في ملأ الثغرات والهنات بغية تحقيق تجارب أكثر نضجا وتأثيرا.

إحالة:

1ـ التعبير الفيلمي ـ أبوبكر الحيحي ص38.

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting