uïïun  170, 

sdyur 2961

  (Juin  2011)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

puma ur itili usrkn n usmnäw n tmazivt am usrkn n "lirkam"

Français

La haine de soi amazigh

La révision constitutionnelle

Prénom amazigh: essai d'une étymologie

Le Maroc au club des dictatures

Libya TV diffuse son premier journal télévisé en tamazight

Décès de Mohand Issad

العربية

حتى لا تلقى دسترة الأمازيغية نفس مصير ليركام

أن نكون أو لا نكون

رسالة مفتوحة إلى اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور

دروس في الأمازيغية وما حولها

إلى الفاسي الفهري وآخرين

الحق الموجب لترسيم الأمازيغية

مداخل ومقومات الدستور الديموقراطي

إلى القائلين بأن للمغرب انتماء عربيا

كل شيء حلال في المغرب إلا أن تكون أمازيغيا

هل الأمازيغية "أم ولدٍ"؟

الأمازيغية في مفترق الطرق

مشروع جمعية سكان العالم حول التعديلات الدستورية

قراءة في فيلمين تربويين أمازيغيين

بيان المنتدى الوطني للمرأة بكرسيف

 

 

 

دروس في الأمازيغية وما حولها للأوراغي ومن حوله

بقلم: مصطفى ملّو

 

يلاحظ في الآونة الأخيرة أن أعداء الأمازيغية بدأوا يخرجون من جحورهم الواحد تلو الآخر، من خلال العشرات من المقالات والفيديوهات والندوات، والتي يحاولون عبرها تمرير مغالطاتهم وممارسة التزييف وإشاعة الأكاذيب، وذلك بعد «سخونة الطرح» وبروز القضية الأمازيغية إلى السطح، بفضل النضال الأمازيغي الطويل والتضحيات الجسام، وبفعل الحراك الشعبي والسياسي الذي يعرفهما المغرب، إذ أضحت الأمازيغية إحدى القضايا المهمة التي لا تغيب في أي نقاش، وأصبحت، وبلا مبالغة، القضية الأولى التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن أية خطوة نحو الانتقال الديمقراطي، كل هذا يحرج ولا شك أعداء هذه القضية الذين عملوا لعقود على إقبارها وإماتتها، وإلى هؤلاء نوجه بعض الدروس.

الدرس الأول:في ادعاء أن الأمازيغية ليست لغة:

بعدما كنا نعتقد بأن أولئك المنغمسين في جهلهم أو الأصح مكرهم وخداعهم، قد تجاوزوا بعض»الأسئلة الصبيانية»، التي لم يعد يطرحها حتى تلامذة الابتدائي، ها هم يظهرون من جديد، نتيجة الصدمة التي يشكلها لهم حضور الأمازيغية وبقوة في كل نقاش كما أسلفنا، فعادوا يطرحون ويروجون لبعض «النظريات» المتجاوزة والرامية إلى خلط الأوراق، والعودة بنا إلى نقطة الصفر التي لم يبرحوها يوما، كالقول بأن الأمازيغية ليس لغة، أو التنظير لديانة جديدة/قديمة، ركنها الأول ضرورة فصل الأمازيغية عن السياسة!

والحقيقة أن ما يحرك هؤلاء الذين يزعمون العلمية و»الأكاديمية»، وما هم بأكاديميين ولا علميين ولا هم يفرحون، هي حسابات إيديولوجية قائمة على تعريب ما يمكن تعريبه في إطار التعريب الشامل والكامل، ومما يؤكد ما نقول أن أغلبهم موظفون مأجورون لا باحثون أكاديميون كما يكذبون، فهم في الغالب ينحدرون من أحزاب عرفت بمواقفها العدائية، الشوفينية واللاوطنية لكل ما هو أمازيغي.

إنه لمن السخافة حقا أن يطلع علينا شخص ينعت نفسه أو ينعت بالباحث الأكاديمي ليقول بأن الأمازيغية ليست لغة! ولهذا ولمن يحركه نقول: لسنا مسؤولين عن جهلكم بمعنى اللغة فلسفيا ولسانيا، ولا وقت لدينا لنعرفكم بمعناها عند كبار الفلاسفة واللسانيين العالميين، كديكارت وتشومسكي ودي سوسير وغيرهم من العلماء، الذين يستحقون فعلا كلمة علماء، لأنهم لم يكونوا يتحركون بأجرة، ولم يكونوا موظفون عند أحد، وبالتالي لم تكن تحركهم «محركات إيديولوجية» أو مالية أو قومية، عنصرية ضيقة، بل كان هدفهم خدمة الإنسانية والرقي بها.

نقول لهؤلاء: إذا كانت هوايتكم هي الكذب على الناس وإشاعة الأباطيل من خلال زعمكم بأن الأمازيغية التي عمرت لقرون ليست لغة، فماذا تكون لغة الإشارات التي يعترف بها كلغة لها قواعدها وضوابطها ومدارس تعليمها وتعلمها وأساتذتها، رغم أنها لا تنطق ولا يستعمل فيها اللسان؟ أكيد لن يجيبوا -لأنهم أصلا-، وكما رأينا لا يعرفون بعد معنى اللغة، ثم نتحداهم أن يأتوا بقاعدة لغوية توجد في العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية ولا توجد في الأمازيغية، اللهم بعض القواعد الاستثنائية التي تخص لغة ما دون اللغات الأخرى.

رغم أننا لسنا ممن يحب شرح الواضحات وفضح المفضوحات، ولسنا ممن يحب مناقشة أسماء الأشخاص أو التشهير بهم، رغم كل هذا، نتوجه بكلامنا مباشرة إلى الأوراغي الذي طلع علينا بفيديو مرر فيه أراء ونظريات (مغالطات) لا محل لها من الأمازيغية والعلمية والأكاديمية، نتوجه إليه لنقول له: إلى أي قاموس لغوي ينتمي اسمك العائلي إذا لم يكن هو القاموس الأمازيغي؟

وإذا كنت لا تعتبر الأمازيغية لغة، فمعنى هذا أن لا قاموس ولا قواعد لها، ومعناه أيضا أن اسمك لا معنى له، فهل تقبل أن تحمل اسما عائليا بلا معنى؟ أدعوك لتسأل أهل الريف أو سوس أو الأطلس... عن معنى»أوراغ»، أما أنت فلا يمكنك معرفته ما دمت تنفي صفة اللغة عن الأمازيغية، وإن كنت تعرفه-وهذا هو المرجح- فتلك طامة الطامات، لأن ذلك سيسقطك في تناقض سحيق.

الدرس الثاني:في القول بفصل الأمازيغية عن السياسة:

حاول الأوراغي من خلال الفيديو الذي أشرنا إليه سابقا أن يعود بنا سنوات إلى الوراء، أيام كان الحديث عن الأمازيغية جريمة سياسية لا تغتفر، ولكن إثارة هذا الموضوع من طرف الأوراغي كان بذكاء ومراوغة باهرين، فهو لم يقل مباشرة بضرورة فصل الأمازيغية عن السياسة، ولكنه التف وتحايل وقال ما معناه أن القضية الأمازيغية قضية سياسية مفتعلة، وليست قضية لغوية وأن من يعتبرونها كذلك إنما يفعلون لأهداف سياسية، ويظهر ذلك بجلاء في قوله «أكاديميا لا وجود لشيء اسمه اللغة الأمازيغية، أما في السياسة فقل ما شئت(كذا)»، من هنا يتبين أن الأوراغي ومن معه لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا بأن القضية الأمازيغية ليست قضية لغوية وفقط، فحتى إن جاهد الأوراغي في إسقاط صفة اللغة عن الأمازيغية، وحاول البعض أن يسقطوا عنها طابعها السياسي، فلن يفلحوا في ذلك، لأن الأمازيغية قبل كل شيء قضية سياسية، تاريخية، ثقافية واقتصادية، إنها باختصار قضية هوية وتاريخ شعب، ومن ثمة فالقول بأن الأمازيغية ليست لغة أو أنها يجب أن تبعد عن السياسة لن ينقصها شيء، لأنها أكبر من أن تقزم فيما هو لغوي أو سياسي، إنها قضية وجود ونمط عيش قبل كل شيء، فمن يقول بعكس ذلك كمن ينفي وجود الشعب المغربي ذا التاريخ العريق والهوية الأمازيغية الأصيلة والمتأصلة، والقول بفصل الأمازيغية عن السياسة كالقول بفصل الشعب عن هويته وتاريخه، فهل يوجد شعب بلا هوية ولا تاريخ؟!

إن هذه المحاولات المنحطة إن دلت على شيء فإنما تدل على جهل أصحابها، وما وصلت بهم الخساسة الفكرية، إذ يتجاهلون أن الأمازيغية إنما همشت بقرارات سياسية، وعليه فلا يمكن إنصافها إلا بقرارات وإجراءات سياسية، ويتجاهلون أن ما انتزع وهدر بالسياسة لا يسترجع إلا بالسياسة، فهل يرضيهم استعادة ما نهب بالسياسة عن طريق الحرب؟

عندما نواجه هؤلاء بالعلم وحقيقة الواقع المغربي التي تعسر لهم على الهضم، لأنهم في الواقع لا يعيشون هذا الواقع المغربي، يردون علينا بالخرافات وتضليل الناس، بل ولانهزامهم الفكري، يواجهوننا تارة بالتخوين وتارة بالعمالة وأخرى بزرع الفتنة، ولانحطاطهم الأخلاقي وأحادية ومحدودية تفكيرهم، تجدهم عندما نقابلهم بالفكر يقابلوننا بالتكفير، ويتمنون مصادرة حقوقنا السياسية ولسان حالهم يقول»أنتم معشر النشطاء الأمازيغ لا يحق لكم ممارسة السياسة، كل ما بوسعكم فعله هو الامتثال والإذعان لكل ما نخططه ونطبخه لكم في مطبخ حزبنا الواحد القهار، الذي لا يجب منافسته أو عصيانه، وإلا فأنتم خونة».

إذا كان سلاح هؤلاء هو التمويلات الحزبية التي ينتمون إليها وعتادهم هو الصحف المتواطئة، فسلاحنا الوحيد هو العقل، فلا أحزاب تمولنا ولا صحافة لدينا، وهذا الوضع هو الذي «يناضلون» من أجل تكريسه واستمراره،عندما ينددون بتسييس الأمازيغية، لتضييق الخناق عليها وحرمانها من أي تمويل وإبعادها عن كل الدوائر والمؤسسات التي تتخذ فيها القرارات السياسية، هذه المؤسسات ومصادر التمويل التي استحوذوا عليها ونهبوها خدمة لنشر تضليلات إيديولوجية، قومية، عنصرية وعرقلة عجلة الأمازيغية بالعودة إلى مواضيع تجاوزها حتى الأطفال الصغار، كالقول بأن الأمازيغية ليست لغة واحدة ولا موحدة! وكل ذلك ليس بناء على العلم والعقل، لأنهم في البداية ينفون عن الأمازيغية صفة اللغة، ثم يتراجعون ويقعون من حيث لا يدرون في تناقض خطير؛ وهو أن الأمازيغية لغة لكنها غير موحدة، وكل ذلك كما قلنا بلا سند علمي، بل لمغالاتهم الإيديولوجية، الإقصائية والعنصرية، التي أعمت بصائرهم وأقفلت عقولهم التي نحاول فتحها بهذه الدروس المتواضعة، فإليهم الدرس الثالث.

الدرس الثالث: في ادعاء الأمازيغية ليست واحدة:

الحقيقة الماثلة التي تستعصي على الطمس والمحو والإخفاء، أن أعداء الأمازيغية، لا يمكنهم مهما حاولوا أن يثبتوا بأن العربية كانت واحدة أو موحدة- ولسنا هنا نجعل العربية خصما للأمازيغية كما يفعلون-، وهنا نسألهم ماداموا يعيبون على أبناء الأمازيغية محاولة جمعها وتقعيدها ومعيرتها، ألم يمر جمع العربية وتمييز الشاذ والدخيل فيها ومعيرتها وتقعيدها بمراحل طويلة؟ ألم تكن مجرد «لهجات» يصعب حصرها؟ وهل العربية متداولة اليوم في الحياة والواقع الأسري للعرب؟

سيجيب مجيبهم بأن جمع العربية وتوحيدها قد حصل قبل قرون خلت (كما فعل موسى الشامي في برنامج مباشرة معكم الذي كان حول الأمازيغية)، فنجيبه نحن بسؤال آخر: إذا كان ذلك قد تم قبل قرون مضت وفي غياب وسائل البحث والتواصل المتوفرة حاليا، وعلما أن العربية كانت منقسمة إلى عشرات «اللهجات»، أفلا يمكن جمع وتوحيد «الأمازيغيات»-هذا إذا افترضنا جدلا أن الأمازيغية ليست واحدة-، في ظرف وجيز وباستغلال وسائل الاتصال والبحث والتكنولوجيا المتاحة في عصرنا الراهن؟ وهل انتهى العالم وانتهى الزمن والتاريخ ولم يعد هناك وقت لجمع الأمازيغية وتوحيدها ومعيرتها؟ أليس غد الأمازيغية يمكن صنعه من اليوم؟ ماذا يقولون عن لغات كانت إلى وقت قريب مشتتة ومبعثرة، بل ومهددة بالانقراض، كالعبرية، الفنلندية، الفلامنية... ثم استعادت نشاطها وحيويتها بمجهودات أبنائها؟

حقيقة أخرى لا بد من الإشارة إليها؛ وهي أن اللغات نوعان؛ منها ما كان مشتتا فتم توحيده كالعربية، ومنها ما كان موحدا «فتشتت» كاللاتينية والأمازيغية، وعليه فإن ما يعتبره أعداء الأمازيغية أو الجاهلون بها لهجات أو لغات مختلفة وغير موحدة، ما هي في الواقع إلا «مشتقات الأمازيغية» التي كانت في يوم من الأيام واحدة وموحدة، كما هو الشأن مع اللاتينية واللغات الأوربية التي اشتقت منها، والفرق بين اللاتينية والأمازيغية أن الأولى انقرضت ولم يعد لها وجود، والثانية لا زالت حية يستعملها ملايين البشر.

الدرس الرابع:في القول باختلاف «الأمازيغيات»:

لا هم للمفترين على الأمازيغية هذه الأيام سوى ترويج الأكاذيب وتجهيل الناس كما كانت عادتهم من قبل؛ فيزعمون مثلا بوجود اختلاف في الأمازيغية من منطقة لأخرى، ويركبون على هذا المعطى ليشنوا هجوماتهم الشرسة عليها، دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء البحث عن مكامن هذا الاختلاف وأسبابه، وهل هناك اختلاف أصلا؟

ونحن إذ نؤكد بوجود اختلافات طفيفة من منطقة إلى أخرى، فهي اختلافات حاصلة على مستوى النطق ولا تنقص من قوة الأمازيغية شيئا كما يروج لذلك أعداؤها، والاختلاف في النطق كما هو معلوم حاصل في كل اللغات، فإسبانية الإسباني مثلا، ليست هي إسبانية الأرجنتيني أو الكوسطاريكي من حيث النطق، بل إن إسبانية المدريدي ليست هي إسبانية المنتمي إلى إقليم الأندلس، أو كطالنيا أو إقليم الباسك، وإنجليزية الإنجليزي ليست هي إنجليزية الأمريكي، وليست هي إنجليزية الجنوب إفريقي أو الغاني، والعربية بدورها لا تسلم من هذا الاختلاف فنطق المصري ليس هو نطق السعودي وليس هو نطق اللبناني والسوري، ومن الأمثلة الطريفة أن اليمنيين ينطقون القاف «كاء»، ولذلك نسمع الرئيس اليمني يقول مخاطبا المتظاهرين»فاتكم الكيتار» ويعني بها فاتكم القطار، والطريف في الأمر أن «الكيتار» يعني !القيثارة في كثير من اللغات.

بالعودة إلى الأمازيغية نشير إلى أن «الاختلاف النطقي» الحاصل راجع بدرجة أولى إلى عوامل خارجية وليس مرتبطا بالضرورة بالأمازيغية في حد ذاتها، وأبرز هذه العوامل: العامل الاستعماري الذي عمل على عزل كل منطقة أمازيغية على حدة، مما نجم عنه إذكاء هذا الاختلاف بسبب غياب التواصل والاتصال بين هذه المناطق، نفس العامل إلى جانب العمل الجغرافي أثر بشكل كبير في النطق خاصة في منطقة الريف حيث يستعمل حرف الثاء والراء بكثرة، لتأثر المنطقة بالاستعمار الإسباني والقرب الجغرافي من إسبانيا، ففي الريف دائما غالبا ما يقلب اللام راءا، فنقول مثلا؛ أول=أور، أغيور= أغيول، دون أن يمنع ذلك من تحقيق التواصل والتفاهم مع مناطق أخرى، ومن الأدلة الواقعية على ما نقول أن متحدثا بالأمازيغية ينحدر من منطقة أخرى يكفيه المكوث في الريف لمدة شهر أو شهرين ليتمكن من التواصل وبشكل جيد مع ساكنة المنطقة، والعكس صحيح، ولكن ذلك ليس صحيحا ولا متاحا للمتحدث بالدارجة، كل هذا يؤكد أن الأمازيغية واحدة وموحدة وغنية، وحتى إن لم تكن كذلك فليس مستحيلا توحيدها، أما غناها فيرى فيه أعداؤها والمفترون عليها بغير علم اختلافا كذلك، فيعتقدون مثلا أن «أجدجيف» يختلف عن «إغف» و»أقرو»و»أكايو» و»أقشا»، في حين أنها مجرد مترادفات لها معنى واحد وهو الرأس، لكن كل منطقة تستعمل مترادفة دون أخرى، وهم لجهلهم يريدون إسقاط الترادف عن الأمازيغية، في حين يصفونه بالغنى في العربية، وعلى كل وبعيدا عن خزعبلات هؤلاء فالترادف يوجد في كل اللغات، فالأسد مثلا له عشرات الأسماء في العربية، بينما في الأمازيغية وفي جميع أنحاء شمال إفريقيا فاسمه»إزم»، أفليس هذا أوضح مثال على وحدة الأمازيغية؟

الدرس الخامس: في أن الأمازيغية لا تتوفر على المفاهيم الفكرية والمصطلحات الحديثة:

يحتج دعاة التخريف بالقول: «إن الأمازيغية لا تتوفر على المصطلحات والمفردات والمفاهيم التقنية والعلمية والفلسفية الحديثة(كذا)»، فنجيبهم مرة أخرى بسؤال: هل الكلمات التالية-مثلا- عربية: الديمقراطية ، التكنولوجيا، التلفزة، الكمبيوتر، الهرمون، الفيروس، الابستمولوجيا، السوسيووجيا، السيكولوجية، الأنتربولوجيا، الإديولوجيا، السيميولوجيا، الجغرافية، الطبوغرافية؟ وهل هذه المصطلحات والمفاهيم-أصلا-حديثة؟ ألا ترجع إلى الحضارتين الإغريقية واليونانية؟ثم ألم تقترض العربية الكثير من الكلمات والمفاهيم من لغات أخرى؟ فلماذا يحق لها ذلك ويحرم على الأمازيغية؟ لماذا يحق للعربية-مثلا-أن تنمط كلمة الديمقراطية بإضافة «ال» التعريف في البداية، و»تاء» التأنيث في الأخير حتى أصبحت كلمة عربية، في حين يعتبرون القيام بنفس الفعل في الأمازيغية بإضافة «تائي» التأنيث لكلمة الديمقراطية حتى تصبح»تديمقراطييت»مدعاة للسخرية والاستهزاء؟لماذا يحق لهم أن يترجموا أو الأصح أن يصفوا طائرة «الهيلوكبتر» بالمروحية، وعندما تترجم إلى الأمازيغية حيث تصبح» تايلالت م أوفرفار»، يتخذون ذلك موضوعا للتنكيت والاستهزاء، مع العلم أن «تايلالت م أوفرفار» ما هي إلا ترجمة للطائرة المروحية؟ ولماذا يحل استعمال الهرمون، الفيروس، الميكروب...في العربية، في حين يعتبر استعمال نفس الكلمات وبصيغة أمازيغية ك»أهرمون»، «أفيروس»، «أميكروب»، فقرا في الأمازيغية واستعانة بالكلمات الأجنبية؟

أما ترجمة بعض المفاهيم كالسوسيولوجيا -مثلا-، والتي أصبحت تعرف ب»علم الاجتماع»، فإن ذلك يمكن القيام به أيضا في الأمازيغية، فتصبح السوسيولوجيا هي» توسنا ن أكراو» والإديولوجيا التي تعني»علم الأفكار»في العربية، تصبح هي»توسنا ن تونكيمين» في الأمازيغية، والسيميلوجيا، هي «توسنا ن تميتار»في الأمازيغية أو علم العلامات والرموز في العربية، والجغرفية التي تعني في اللغة الإغريقية «جيو= الأرض»و «كرافيكا» وتعني الصورة أو الوصف، فيمكن مقابلتها في الأمازيغية ب»تاولافت ن واكال» أو»أسفرو ن واكال»، وتعني صورة الأرض أو وصف الأرض، أو باختصار؛ الجغرافية، وقس على هذه الأمثلة.

هذه دروس لمن يجهل الأمازيغية فأصبح يفتي فيها، ولمن يعرفها ولكن إيديولوجيته أعمت بصيرته فأصبح يفتري عليها ويلصق بها ما ليس فيها ولا منها وينكر عليها حقوقها ويسقط عنها ما لها، ولكل هؤلاء ومن يسخرهم نقول إذا لم تكن لكم القدرة على تقديم نفع أو خير للأمازيغية وليس ذلك من أولوياتكم، فعلى الأقل لا تظلموها واتركوها لأهلها فهم أدرى بها.

 

 

 

 

 

 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting