uïïun  120, 

kuçyur 2957

  (Avril  2007)

Amezwaru

 (Page d'accueil) 

Tamazight

taktut n tmunt mgal i tmazivt

Tayyffart n ibiden

Dcar n icumay

Jar tmewwa

Taziri tedder

Tamzvit

Tasrit n ifriqya

Jar mritc d malagha

Français

Imazighen et le cèdre disparaissent

Pourquoi occulter l'histoire d'imazighen?

L'autre mur des lamentations

Chanter la joie

Le président du CMA au pays basque

Lettre du CMA

Communiqué du CMA

Uddur n umur

L'histoire des Aut Aourir

Chansons amazighes pour enfants

Rencontre des créateurs amazighs

العربية

ذكرى الاتحاد ضد الأمازيغية

مع تاويزا في ذكراها العاشرة

أرقام لحليمي

الأمازيغوفوبيا الجديدة

الإخوان المتسلقون

هل هنالك حقا وطن عربي؟

التأسيس للديموقراطية اللغوية بالمغرب

وهم الانتقال الديموقراطي

الأمازيغ وقضية الصحراء

مولاي محند والحركة الريفية

ملحمة آيت عطا في بوكافر

احتفال جبالة بالعيد الأمازيغي

الكلمات الأمازيغية في اللهجة الليبية

الأمازيغية والانتقال الديموقراطي

كتاب المسألة الأمازيغية بالمغرب

الأبجدية الإشارية الأمازيغية

اللجنة الوطنية لدسترة الأمازيغية

فضاء الجمعيات بتاغجيجت

إعلان ملتقى الريف

بيان العصبة الأمازيغية

العصبة الأمازيغية تدين

عريضة مجموعة العمل الليبي

العصبة الأمازيغية تحتفي بعيد المرأة

الاحتفال بعيد المرأة

بلاغ جمعية أكراو

دورة مليكة مزان للشعر الأمازيغي

بيان جمعية تاغزات

تأسيس تمسمونت ن تايتماتين

بيان لجنة نساء أزطا 

 

الأمازيغية والانتقال الديمقراطي بالمغرب

حدث أمازيغي هام شهدته رحاب المركب الثقافي والرياضي بالحسيمة على مدار ثلاثة أيام 16/17/18 فبراير 2007 من تنظيم جمعية إزوران للثقافة والتضامن ومؤسسة ثيفاوين بخاودا الهولندية تحت شعار»ملتقى الريف حول الأمازيغية والانتقال الديمقراطي».

تقاسمته مداخلات الفعاليات المحلية والوطنية والدولية عبر محاور أساسية:

ـ الأمازيغية والمواطنة

ـ الأمازيغية والهجرة والتنمية المحلية

ـ الأمازيغية والانتقال الديمقراطي

الجلسة الافتتاحية مساء يوم 16/02/07:

تميزت بكلمة الإطارين المنظمين: جمعية إزوران ومؤسسة ثيفاوين اللذين أشادا، من خلال كلمة رئيس الملتقى أولاد الحاج محمود، بهذا الحضور النوعي الذي عزز قناعتهما في تمتين التواصل والتعاون بشأن كل ما يرتبط بالهوية الأمازيغية وقضيتها العادلة، مساهمة منهما في تعبيد الطريق نحو تحقيق كل المطالب الديمقراطية التي تناضل من أجلها الحركة الأمازيغية محليا ووطنيا وعبر ثمازغا والشتات...

كما تميزت هذه الجلسة بكلمة رئيس الكونغريس الأمازيغي العالمي: المناضل لوناس بلقاسم الذي شرف الملتقى برمزيته النضالية في تدويل القضية الأمازيغية والتعريف بها عبر العالم.. فكانت كلمته منكبة عن تطور الوعي الأمازيغي بذاته وتنامي النضالات الأمازيغية في كل مكان من أجل الاعتراف الرسمي بأحقية الشعب الأمازيغي في الوجود ككيان ذي هوية وحضارة راسختين في التاريخ القديم والحديث، مشيرا في ذات الآن إلى ما يعانيه الأمازيغ ضمن الأنظمة الحاكمة من تغييب وتهميش لحقوقهم في جميع المجالات وعدم الإقرار بها رسميا في دساتيرها وتشريعاتها التي تؤطر حياة شعوبها، وبذلك تم الإخلال بأهم العهود والمواثيق الدولية التي تلح على أحقية الشعوب في الإحساس بوجودها وبتصريف ممتلكاتها الرمزية والمادية باعتبار ذلك أساس وجودها التاريخي والهوياتي.. واقفا بالخصوص عند لاجدوى شعارات: الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان على ضوء ما تعانيه الأمازيغية في بلدانها من حرمان من الوجود الواقعي ضمن المدرسة والقضاء والإعلام والتداول المؤسساتي.. وأشار إلى الحيف الذي ألحق بالكتابة التاريخية لهذه البلدان التي أقصت إسهامات الأمازيغيين في بناء صرح هذه الحضارة الإنسانية قديمها وحديثها مع رموز حركات التحرر مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي ولمسعدي والحنصالي وآخرين... كما ربط بشكل متين بين الديمقراطية والأمازيغية إلى حد جعل قيام إحداها مرهونا بوجود الأخرى.. واسترسل في ذكر بعض القيم التي لا تزال راسخة في العقلية الأمازيغية من قبيل الديمقراطية والعلنمانية وحب الأرض... وهي قيم لم تفلح سياسات الاستلاب من استئصالها واستبدالها بغيرها مهما سعت إلى ذلك...

ـ الأخ التانبوكتي ممثل الطوارق في الملتقى، قدم، من جهته، عرضا مفصلا حول معاناة هذا الشعب الأمازيغي الأصيل مع الأنظمة الحاكمة بشمال إفريقيا خصوصا ليبيا ومالي والنيجر والجزائر حيث تسعى مختلف هذه الأنظمة إلى إذابة هوية هذا الشعب وتطويعه وفق إكراهات واقع القمع والتقتيل والذبح... مما جعل الطوارق يعتنقون خيار الكفاح المسلح في مواجهة القمع العسكري الذي عانى منه لوقت طويل كلما حاول الإعلان عن هويته ولغته وثقافته الأمازيغية ورغبته في تدبير شؤونه بنفسه وفق ما تنص عليه قوانين الأرض وتشريعاتها...

الجلسة الأولى: الأمازيغية والمواطنة:

ـ في مداخلة الصحفي والإعلامي أوسي الموح لحسن، مقاربة نقدية لمفهوم الوطن والوطنية لدى الفاعلين الأمازيغيين، فالمواطنة ـ حسبه ـ تطرح إشكالا مفاهيميا معقدا، فالمواطن يستوجب استحضار حقوقه وواجباته حسب انتمائه لدولة مهما كان نظامها ديمقراطيا حداثيا أو ديكتاتوريا.. مذكرا بأن «النخبة الوطنية» المدينية في المغرب تأثرت بالفكر المشرقي فاعتمدت هويات عروبية بدل الهوية الأمازيغية مما تنج عنه وعي مضاد تمثل حسبه في الدفاع عن الحقوق اللغوية والإثنية للأمازيغي سمح بنسج خطاب أمازيغي متميزا مختلفا عن الخطاب العروبي، خطاب متميز من حيث نظرته وارتباطه بالأرض أكثر من ارتباطه بالدين.. ذلك أن البعد المجالي في المغرب الرسمي كان متمحورا حول الوطن القومي الذي يحدد من المشرق إلى حدود الجزائر، حسب ساطع الحصري... في المقابل فالخطاب الأمازيغي سينطلق من سيوا إلى جزر الكناري دون أن ينتمي إلى وطن قومي عربي.. وقد لخص المتدخل دينامية الخطاب الأمازيغي عند الفاعلين الجدد في مطالب /متطلبات من قبيل الجهوية والحكم الذاتي والفدرالية.. والدسترة...إلخ. لقد أقر السي الموح بتناغم نسبي بين خطاب أجدير والحركة الأمازيغية بما يشبه السعي نحو نوع من المصالحة! قبل أن يخلص إلى أن المواطنة عندنا تقتضي الاعتراف بالأمازيغية دستوريا.

ـ الأستاذة الزوهرة قوبيع: رئيسة جمعية ملتقى المرأة بالحسيمة، أطرت مداخلتها ضمن عنوان فرعي لمحور الجلسة: المرأة الأمازيغية والمواطنة، ذلك أن الحديث عن مواطنة المرأة الأمازيغية هو الإحساس والشعور بالانتماء إلى هذه الأرض ضمن سيرورة تاريخية كما أن المواطنة في التعريف الحديث مرتبطة بالحقوق والواجبات.

فرسميا يتم تكريس النظرة الدونية للمرأة، كما كان عليه الأمر في السابق باعتبارها مواطنة من الدرجة الثالثة، بعد أن تبين بأن مدونة الأسرة الجديدة لم تنصفها في العديد من الحقوق، كما أن الواقع المعاش والعيني بدوره لا يعترف بأهمية المرأة في الشغل... فالتفسير الرجعي للدين حسب المتدخلة، أدى إلى خضوعها قهرا لسلطة ووصاية الرجل... وفي المجال السياسي لم يتم إقرار المساواة السياسية بينها وبين الرجل في الترشيح وإنما يختزل دورها في عملية التصويت في الانتخابات. فالمرأة الأمازيغية حسب صاحبة العرض، كانت قبل مجيء الإسلام تتمتع بامتيازات أفضل مما هي عليها في الوقت الراهن في ظل سيادة الأسر البطريكية التي يتحكم فيها الرجل.

ـ الإذاعي أحمد أوعاس، الذي عنون عرضه ب»الإعلام والأمازيغية وتحقيق الديمقراطية»، اعتبر بأن دخول الأمازيغية إلى الإعلام لا يفي بالمطلوب، فهي، أي الأمازيغية منذ 1956 إلى الآن تفتقر إلى الحد الأدنى من الأدوار الموكولة لها افتراضا ف المجال الإعلامي، وبالرغم من تأسيس بعض القنوات الأمازيغية كتطوان سنة 1984 وغيرها، فالأمازيغية تأتي دائما في المرتبة الأخيرة بعد اللغات الأجنبية.. فالإعلام الرسمي لا يعكس بتاتا الصورة الحقيقية لذلك الأمازيغي الشهم والمتحضر بقدر ما يقدمه بدويا متخلفا/متوحشا بعيدا عن قيم الحضارة.. كما يضيف بأنه رغم الاتفاقيات التي أبرمت بين المعهد والمؤسسات الساهرة على مجال السمعي والبصري ببلادنا، ظلت كلها حبرا على ورق دون تفعيلها على أرض الواقع.

الجلسة الثانية صبيحة يوم:17/02/07 محور الأمازيغية: الهجرة والتنمية المحلية

ـ الأستاذ محمد العطلاتي: ذكر بأن الهجرة التي عرفتها المنطقة ابتداء من الخمسينات من القرن الماضي ليست بالضرورة لأسباب اقتصادية فحسب، وإنما بدوافع هوياتية للتخلص من القمع ونتائجه بالريف بعد 1959/1958... ومجرد استطلاع للرأي ندرك بأن هذه الهجرة كانت بمثابة تأديب لشباب منطقة الر يف.. وقد تناول المتدخل الانعكاسات السلبية للهجرة على الرصيد الثقافي واللغوي للأمازيغ بالريف وتلاشي مختلف العادات والتقاليد الموروثة مثل ثويزا والتضامن والملكية الجماعية للأرض وكل الضوابط والقوانين التي كانت تميز النمط الاقتصادي بالمنطقة... التي تتعرض للتدمير والذوبان وبالمقابل يترك المجال مفتوحا أمام غزو القيم الدخلية للمجال الأمازيغي بالريف الذي يعتبر محافظا ورافضا لكل القيم الدخلية.. لكن مستعد دائما للتعامل مع أي نموذج اقتصادي جديد يساعد على التنمية.. وهو ما لم يجده الأمازيغي الريفي بين يديه في الوقت الراهن.. علما، حسبه أن مسؤولية قيام التنمية لست من مهام المجتمع المدني بقدر ما هي من صلب مسؤولية الدولة... واعتبر أن الأمازيغي الريفي يسعي إلى نبذ تلك القيم التدميرية التي تستهدف طمس الهوية الأمازيغية دون الاستغناء على القيم الإيجابية لكل تنمية مأمولة.

ـ الأستاذة نادية أشناق، من جهتها، ركزت في مداخلتها المعنونة ب:»الهجرة وأثرها على التفاعل الحضاري» على ذكر بعض بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تأصيلا لحق الإنسان في التنقل من مكان إلى آخر بكل حرية.. كما تعرضت لمجمل الآثار الخطيرة التي تتركب عند الطفل المهاجر أثناء تلقيه للتنشئة في إطار التعليم بعيدا عن بيئته ومجاله ولغة أمه الأصلية.. غير أن ترسيخ قيم الإيمان بالتعدد والاختلاف في برامجنا التعليمية يعتبر السبيل الوحيد لتنشئة سليمة دون عقد... غير أن هذا المطمح النبيل لا يلقى الترجمة الفعلية في واقع مهاجرينا بالدول الغربية، انطلاقا مما يعيشونه من ممارسات مفعمة بشتى أنواع العنصرية والإقصاء وعدم الاعتراف... وهو ما يعرقل عملية التفاعل الحضاري بين الشعوب والأمم في بعدها الإيجابي كتلاقح بين الثقافات والحضارات بالرغم مما يميز كلا منها من خصوصيات واستقلال.

ـ الأستاذ اليمني قسوح: في مداخلته المعنونة ب»الأمازيغية بين الواقع والإمكانيات في ظل التهميش والهجرة... وسؤال التنمية»، تطرق إلى أن الأمازيغية مفهوم يختزل كل مناحي الحياة.. مبرزا أهم تمظهراتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.. واقفا عند التهميش الذي طال الإنسان الأمازيغي على مدار تاريخ هذه الدول التي لا تعترف بالأمازيغيين الذين ضحوا من أجل استقلال تنكر لهم! مما نتج عن ذلك ردود أفعال متباينة ومتفاوتة على شكل انتفاضات شعبية شهدتها بلادنا في أغلب المناطق الأمازيغية قبل أن تواجه هذه القبائل بسياسة التهجير الرسمية لتشتيت شمل سكانها ووحدتهم وإعاقة تنميتهم الثقافية والحضارية.. بهذا اتخذت عندنا الهجرة معناها السلبي، في حين هي حق من حقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي كلما كانت صادرة عن رغبة الفرد في التنقل من مكان إلى آخر دون قيد أو شرط.. فالتهجير شيء منبوذ عند شعب ظل تشبثه بالأرض والوطن إحدى مميزات حضارته وقيمه الخالدة.. لذلك فالحديث عن التنمية لا أساس له في غياب تنمية فعلية للجوانب الروحية لهذا الإنسان الأمازيغي ولقدراته ومهاراته في مجال الخلق والإبداع.. وهو المعنى الذي تتخذه التنمية الحقيقية عند إمازيغن. 

الجلسة الثالثة مساء يوم 17/02/07 حول «الأمازيغية والانتقال الديمقراطي بالمغرب»

ـ افتتح الصحفي السي الموح لحسن عرضا حول: «الأمازيغية وبؤس الانتقال الديمقراطي» بطرح سؤال مفاده: «هل الحركة الأمازيغية قادرة على فرض مطالبها؟ بعد أن سجل غياب رؤية نقدية لدى فاعليها في مواكبتهم لعملية إدماج الأمازيغية، مجسدا ذلك، في التشرذم الذي تعرفه مكونات هذه الحركة، متحدثا عما يسميه هو بأزمة ذاتية تعرقل طرح وفرض التعديلات الدستورية المأمولة.. كما اعتبر في تدخله الوضعية الحالية للحركة الأمازيغية غير قادرة على تجاوز الاختلالات التنظيمية رغم تزايد الجمعيات عدديا مسجلا تحول بعضها إلى مجرد دكاكين سياسية يتم تسخيرها كأداة للتسلق الاجتماعي.

وفي حديثه عن النخبة الأمازيغية، قال بأنها تعيد إنتاج نفس الخطاب الإقصائي والانتظارية السياسية، منبها إلى عودة الخطاب الجهوي بكل مراميه الظاهرة والخفية.

وفي ختام مداخلته اعتبر المرحلة الحالية جد حرجة بالنسبة لجميع الفاعلين مما يحتم إعادة النظر في الخطاب والمطالب والبحث عن تحالفات خارج الحركة الأمازيغية لتقوية مطالبها.

ـ محمد الزياني (النائب الأول لرئيس كنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب) في عرضه حول"الأمازيغية في معترك الرهانات السياسية بالمغرب"دقق بداية في مفهوم الانتقال الديمقراطي متسائلا عن مدى مصداقية هذا المفهوم عندنا، وما موقع الأمازيغية ضمن هذا السرد المفاهيمي للانتقال الديمقراطي الذي اعتبره، استنادا إلى ما انتهى إليه بعض الباحثين، بأنه انتقال بيولوجي وليس سياسيا، ما دامت السلطة متشبثة بنفس أدوات اشتغالها الموروثة دستوريا... معتبرا أن وضعية الأمازيغية في ما يسمى بالعهد الجديد لا تختلف عن سابقه.. بالرغم من المظاهر الرسمية المزركشة للمشهد الثقافي والسياسي ببلادنا، منتقلا إلى استعراض مجمل المواقف التي ميزت نماذج من الأحزاب السياسية يمينها، إسلامييها ويسارها التقليدي والجذري.. بعد أن سجل تنامي الاهتمام بهذه القضية في السنوات الأخيرة لدى مختلف هؤلاء بفضل نضالات الحركة الأمازيغية وتقدمها في طرح المطالب، لكن يظل ورود الأمازيغية عند هذه الأحزاب شكليا وانتخابويا لا ينفذ إلى عمق القضية ومطالبها الأساسية التي تميز المرحلة.. مذكرا ببعض الإشارات الصادرة عن حزب التقدم والاشتراكية بداية الثمانينات ضمن كراس"اللغة والثقافة الأمازيغيتين جزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية"مع باقي المواقف المدرجة ضمن بيانات مؤتمراته الأخيرة فيما يخص ترسيم الأمازيغية.. غير أن المتدخل عاد ليؤكد أن مثل هذه المواقف سرعان ما كذبتها وثيقة العار المنشورة بمجلة La vérité التي تحمل توقيع أطر وقادة هذا الحزب متهمة الأمازيغيين بالعنصرية وبذلك يصبح هذا السجل موضع شك وتساؤل... وفي الجانب المرتبط باليسار الجذري توقف عند أهمية الوثيقة التاريخية التي أصدرها بعض أطر منظمة إلى الأمام عقب انتفاضة 1984 معلنة مواقف جريئة بقياس زمنها التاريخي من قبيل: منح المناطق الأمازيغية استقلالا ذاتيا لتدبير شؤونها كما كانت عليه القبائل قبل تدخل"الاستعمار المباشر وبعده المعمرين الجدد" وتدمير بنيتها الاجتماعية والسياسية... غير أن أصحاب هذه المواقف، يضيف المتدخل، يتبين أنهم تخلفوا اليوم عن الموعد وظلوا حبيسي النظرة المختزلة لهذه القضية في دواليب تنظيماتهم ملوحين بها كورقة سياسية في مختلف المناسبات والمحطات الانتخابية... مما رسخ لديه وآخرين قناعة: أنه مهما كانت نية المناضلين الحزبيين وجدية تعاطيهم لملف الأمازيغية لا يمكن أن يفي ذلك بالحد الأدنى المطلوب، وذلك لاعتبار جلي وواضح،حسبه، وهو أن الأمازيغية قضية هوياتية منفتحة تتجاوز الآني إلى الماضي والمستقبل، في حين تظل الحزبية سجينة مرجعيتها السياسية وتصورها المذهبي المنغلق على ذاته، مما يعني في المقام الأخير: استحالة احتوائها للأمازيغية بمواصفاتها تلك، إنها علاقة الجزئي بالكلي، وهنا تكمن شرعية تصريح له، في لقاء سابق، بأن رهان الحركة الأمازيغية هو التيار السياسي الشامل وليس الحزبي المنغلق... خصوصا المؤطر ضمن إيديولجية الوحدة العربية في الهوية والمصير.

ذ.أحمد أرحموش: (رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة ) في موضوع"الأمازيغية ورؤيتنا للنظام الفيدرالي"

بداية قام الأستاذ بسرد مجموعة من الإحصائيات مست المستوى الاقتصادي والاجتماعي التي تبوئ المغرب درجة مخجلة في معدل النمو.. موضحا أن 87 في المائة من ميزانية التسيير تحتكرها مدن المركز مما يعني، حسب المتدخل أن جهات مثل تازة الحسيمة تاونات لا تحظى بأي اهتمام من لدن الدولة لتنشيط مواردها الاقتصادية.. ناهيك عن الحرمان من مسايرة الركب في مجالات التعليم والصحة وباقي الخدمات الاجتماعية... وهو ما تؤكده نسبة الأمية بهذه الجهة والبطالة المتفشية بشكل لا يطاق تنتج عنه مختلف الظواهر الاجتماعية كالموت في البحار...

إن المعضلة حسب الأستاذ، تكمن في الرغبة في إبقاء القرارات الفعالة من نصيب المركز، في حين تظل الهوامش مستقبلة ومنفذة من موقع التبعية في جميع المجالات السياسية والنقابية والحقوقية وغيرها.. مما يعني أن ما تؤكده سياسة الدولة اتجاه الهوامش، هو نفسه المنهاج المتبع من قبل التنظيمات الحزبية التي تدير أمورها من الرباط والدار البيضاء.. وهي الممارسة التي لا تخرج عما يحدده فصل 19 ليس بالنسبة للسلطة في البلاد فحسب وإنما حتى لقادة أحزابنا ونقاباتنا وتنظيماتنا المختلفة... ويقترح المتدخل، للانفلات من صرامة هذه المركزية للقرارات واحتكار الصلاحيات، نظاما فيدراليا قائم الذات (برلمان محلي ومؤسسات موازية..) ويستند الأستاذ في ذلك للتجارب التي مرت بالمغرب في تافيلالت وأيث عطا وتجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي بالريف لأنه نظام يفصل بين الدين والدولة بأفق علماني منفتح، لأنه النظام الذي لقن دروسا في التسيير والتدبير الديمقراطيين في المجالين الاقتصادي والسياسي ضمن الجماعة والقبيلة الأمازيغية.. بقوانينها وأعرافها.. وفي ختام مداخلته، ألح الأستاذ على أن السبيل الوحيد للتخلص من هذه المركزية، هو فسح المجال أمام الجهة لتكون سيدة قراراتها مما يجعل طرحنا، يضيف، لمغرب فيدرالي يكتسب شرعيته خصوصا على ضوء تجارب الأمم الرائدة كألمانيا 49 وإسبانيا 78 التي تتمتع فيهما الجهة باستقلالها الاقتصادي والإداري.

ـ بقي أن نسجل بأن كل هذه الجلسات المتواصلة تميزت بمطارحات شتى شملت مختلف المجالات ذات الصلة بالأمازيغية الآن، وازتها نقاشات الجمهور الغفير والمتنوع الذي أبانت فيه المرأة عن مسؤوليتها العالية في المشاركة وفي صياغة الخلاصات وتوصيات الجلسة العامة (التي أفرزت لجنة المرأة)، مساهمة في بناء ذلك التصور الذي مافتئت الحركة الأمازيغية تعمل وتناضل من أجل بلورته بما يوازي مطالبها الأساسية على ضوء التطورات الراهنة والمستقبلية.

كما توج الملتقى في لحظاته الأخيرة بأمسية غنائية شعرية أثثتها فعاليات أمازيغية محلية ووطنية ذات الحضور الوازن في المجالين الغنائي والشعري.. مما كان له رونقه المفعم بالتشبث بالخط النضالي للحركة الأمازيغية الملتز.

وكانت الجلسة الختامية صبيحة 18/02/07 فرصة لاستجماع ما تمخض عنه هذا الملتقى الهام من خلاصات وتوصيات وملتمسات... تنضاف إلى ما راكمته الحركة في تدوين مطالبها ورسم آفاق نضالها المستقبلي الذي يعتبر مطلب دسترة الأمازيغية لغة رسمية والتحديد الديمقراطي لهوية الشعب المغربي إحدى أولويات البرنامج النضالي الطويل الأمد... حسب ما يعكسه "إعلان ملتقى الر يف بشأن المطالب الأمازيغية الأساسية الذي عممته جل الجرائد الوطنية"

(صياغة وتركيب: المقرر العام للملتقى)


 

Copyright 2002 Tawiza. All rights reserved.

Free Web Hosting