"أورفان": ديوان شعري أمازيغي للشاعر الشاب زيري
بقلم: محمد ارجدال - بويزكارن
صدر للشاعر الشاب محمد أودمين الملقب بزيري ديوان شعري تحت عنوان"أورفان" ضمن منشورات ازطا بمطبعة امبريال بالرباط بتاريخ نونبر 2005. وهو ديوان من الحجم المتوسط ويتكون من 65 صفحة كما يتضمن داخل دفتيه 35 قصيدة شعرية إضافة إلى تقديم الناشر وشهادة الشاعر والكاتب الكبير محمد أكوناض مع إهداء صاحب الديوان وتعلو غلافه لوحة من رسم الفنان التشكيلي رشيد بوزيد وهي عبارة عن كف يد تشير إلى الثالوث الأمازيغي مع علامة استفهام يشير إليها إبهام الكف. akal ;afgan ;awa.
وقد حالف التوفيق الشاعر في اختيار عنوان ديوانه. فكلمة "أورفان" جمع لكلمة "أورف" التي تعني الحصى الملتهبة التي تفرش على أرضية الافران التقليدية فوق الجمر (تفنروت) من أجل طهي الرغيف. ومنها اشتقت كلمة أريفي التي تعني الرياح الساخنة والجافة. والشاعر زيري من مواليد قرية تيمولاي ازدار / دائرة بويزكارن /اقليم كلميم، حيث تلقى تعليمه الأولي والابتدائي لينتقل بعد ذلك إلى بويزكارن ثم اكادير حيث استكمل دراسته، وقد تأثر بالحركة الثقافية الأمازيغية منذ طفولته المبكرة، حيث نشط في أحضان الجمعيات الأمازيغية المحلية والفروع الوطنية منها. وقد فاضت قريحته الشعرية بقصائد نضالية وحماسية فشارك بالعديد منها في العديد من الملتقيات وعلى أعمدة الجرائد الوطنية، ثم نال جوائز تقديرية على ذلك.
و"أورفان" الذي عنون به الشاعر ديوانه هذا عبارة عن عنوان للقصيدة الخامسة منه والتي تحدث فيها عن نضال الحركة الثقافية الأمازيغية من أجل الحفاظ على الهوية الحضارية الأمازيغية، كما اعتز فيها باللغة الأمازيغية لسان سكان تمزغا حيث قال:
Tamazight ad igan awal inw
Urd winnun aqqurayc
Amurinu yuba aghtn kkussagh
Massin ayyitid ifln
ويعتبر هذا الشاعر سليل المدرسة الحديثة في قرض الشعر الأمازيغي ، هذه المدرسة التي تأثرت بالآداب العالمية ومن روادها الذين تأثر بهم شاعرنا الشاعر علي صدقي ازايكو في ديوانه "تيميتار" و"إيزمولن" والشاعر حسن إيد بلقاسم في ديوانه "تسليت أونزار". فقصائد الديوان من النوع الجديد غير المقيد بتلالايت المعروفة عند انضامن شعراء أسايس. وقد ناضل زيري من أجل التمسك بطريق الإبداع الأمازيغي الملتزم كما ناضل ضد الصمت والظلم والقهر بقصائد متألقة وملهبة لجوارح القراء الأمازيغ، قصائد تدافع عن الكلمة الصادقة والهادفة أمثال قصائد:
Tillas , urfan , imuran , tanirt , asqssi , dda àli , tazmammart , taghufi
إنها مجموعة من الكلمات التي تصنع جمل التحرر والانعتاق وقد عمل الشاعر بكلماته هاته من أجل أن يتطور الوعي الهوياتي والثقافي بالقضية الأمازيغية وأن يرفع الظلم والقهر عنها ومن أجل أن يصان حق الأمازيغ أينما وجدوا . أما قصيدة (دا علي) فهي عبارة عن رثاء للشاعر الراحل عي صدقي أزايكو والتي يعترف فيها شاعرنا عن فضل ازايكو في إنارة طريقه والاقتداء به في قرض الشعر للدفاع عن القضية الأمازيغية حيث قال:
Kyyin adyyi irzmn aln
Tmlit iyyi azammazl izwarn
Ghubrid ntmdyazt
Tgmt iyyi ntamagayt
Tmlt iyyi izd ad iligh igh ur lligh
ولم ينس زيري سنوات الجمر التي مر منها الإنسان الأمازيغي المغربي فتحدث عن الاعتقال والتعذيب في قصيدته تزمامارت فقال:
Tazmammart agh ikrf unbbad afgan
Gh udar ula afus
Immagh d unelli ad tikrf
Max yufayas !!
كما خص الطفل الأمازيغي رجل الغد وأمل المستقبل بخمسة قصائد من ديوانه وهي:
Amazigh , arad afus , tandra , amud n imal ; ukkus ,
هذا الطفل الذي يستحق منا كامل الرعاية والاهتمام لتنشئته تنشئة سليمة مع الحفاظ على هويته الأمازيغية. بل والدفاع عنها وعن حقوقها.
هذا باختصار إطلالة موجزة على ديوان هذا الشاعر الشاب الذي يستحق التشجيع.