صيحة ضمير:
Telquel تعتبر "الأمة العربية" أكذوبة وتدعو إلى تصحيح التاريخ المغربي
بقلم: رشيد نجيب سيفاو
توقفت المجلة الأسبوعية المغربية باللغة الفرنسية "تيلكيل" الأكثر انتشارا، والتي يصل مجموع نسخها المسحوبة أسبوعيا ما يقارب 35000 نسخة، والتي يديرها الصحفي المغربي الشاب أحمد رضى بنشمسي، عند قضيتين مركزيتين اتخذت فيهما موقفا استثنائيا وشجاعا بكل وضوح وصراحة، وهما قضية الانتماء الهوياتي الحقيقي لبلدنا المغرب ثم قضية التاريخ المغربي المزور الذي يدرس في المدارس ومختلف المعاهد والجامعات. وهما قضيتان تعتبران، كما هو معلوم، من صلب اهتمامات وانشغالات الحركة الأمازيغية بالمغرب منذ مدة طويلة.
ففي عددها الخاص رقم 253 الصادر في 23 دجنبر سنة 2006، قالت هيئة تحرير المجلة إنها ملت من سماع كون المغرب عضوا ضمن "الأمة العربية" التي اعتبرتها مجرد أكذوبة ليس إلا، قائلة إن الخطابات العروبية لمنظر القومية العربية جمال عبد الناصر أصبحت اليوم لا تمثل شيئا وخاطئة ما دامت تتعارض مع الهوية الحقيقية لهذه البلاد وهي الهوية الأمازيغية. وذكرت المجلة أن مكونات الطبقة السياسية بالمغرب تتبنى هذه الخطابات العروبية الفاشلة مطالبة المغاربة بالتضامن الأعمى مع العراق وفلسطين باسم الأخوة العربية الوهمية بدون الأخذ بعين الاعتبار نوعية وطبيعة الأنظمة السياسية الاستبدادية القائمة بهذه البلدان والمشاريع المجتمعية التي تتبناها. إن "تيلكيل" بهذا تتبنى نفس مواقف الحركة الأمازيغية حينما تقول إن قضية فلسطين ليست بالقضية الوطنية كما تعتبر ذلك معظم الأحزاب السياسية. ولذلك فإن هيئة تحرير المجلة تقول نعم للتضامن مع فلسطين والعراق ولكن من الجانب الإنساني وفقط. وليس بسبب العرق العربي. لأننا لسنا بعرب كما استخلصت المجلة. ونحن فعلا في الحركة الأمازيغية نقول: إننا لسنا عربا، صححوا التاريخ من فضلكم.
أما القضية الثانية المهمة التي استأثرت باهتمام "تيلكيل" في عددها السنوي الخاص فيتمثل في دراسة مختلف الأكاذيب التي تحيط بتاريخ المغرب. معتبرة أننا شكلنا في لاوعينا، بسبب دروس التاريخ التي لقنت لنا بالمدارس، ماضيا لم يسبق له أن وجد. وقالت المجلة إننا بهذا نجهل كل شيء عن تاريخنا وعن هويتنا، واستخلصت في هذا الإطار أن الشعب الذي لا يعرف ماضيه لن يخطط بشكل جيد لمستقبله.
إنها إذن صيحة ضمير من قبل هيئة تحرير مجلة "تيلكيل" المغربية. ونتمنى أن يحذو باقي المغاربة حذوها فيما يتعلق بحقيقة الانتماء الهوياتي الأمازيغي للمغرب وحقيقة التاريخ المغربي الذي ندعو إلى مراجعته وتصحيحه.