كتاب "عن الفيلم الأمازيغي: مقالات وآراء" لكاتبه عمر ادثنين

بقلم: بد السلام بومصر افنتور

تعززت المكتبة الأمازيغية بصدور كتاب جديد تحت عنوان: عن الفيلم الأمازيغي، مقالات وأراء لمؤلفه المناضل الأمازيغي عمر ادثنين. الكتاب من منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي وهو من القطع المتوسط يضم بين دفتيه مواضيع متنوعة وغنية عن الفيلم الأمازيغي في 137 صفحة. وللإشارة فإن الكتاب المذكور يعد من بين الإصدارات النقدية القليلة التي تتناول بالدرس والتحليل الإنتاج السمعي البصري الأمازيغي مند بدايته إلى اليوم، إنه بمثابة حصيلة نقدية مقدمة في قالب تحليلي نقدي وإحصائي ويعالج القضايا المرتبطة أساسا بالتيمات الأساسية التي يعالجها الفيلم الأمازيغي والتطور الحاصل في هذا المضمار إن على المستوى الإبستيمولوجي أو التقني ويرصد كذلك مختلف السبل الكفيلة بجعل هذا الميدان الحيوي والهام قنطرة نحو بناء الشخصية الأمازيغية المعتزة بأمازيغيتها وهويتها المتشبعة بالقيم الإنسانية النبيلة التي تساهم في تعزيز الإنسية الأمازيغية.

إن هذا الكتاب إضافة نوعية إلى الإنتاج النقدي الأمازيغي في المجال السينمائي الذي يعرف في السنوات الأخيرة تراكمات وتطورات مهمة قد تكون سببا رئيسيا في إنتاج التراكم المنتج والفعال، ولكنها بالمقابل يمكن أن تكون لها مضاعفات خطيرة على مستوى توجيه الذوق العام وكذلك على مستوى محاولة الاتجاه نحو السينما الأمازيغية الحقيقية الكفيلة بالنهوض بالوعي الجماعي والفردي ومواصلة المشوار الذي بدأته مختلف الفنون الأمازيغية التقليدية التي استطاعت اختراق الساحة العالمية والظهور بوجه مشرف في مختلف التظاهرات العالمية.

ويكتسب هذا الكتاب أهميته البالغة انطلاقا من السياق العام الذي رأى النور فيه. حيث تعرف الساحة الوطنية سجالا عميقا وحوارا ساخنا حول الإنتاج الفني والثقافي والرمزي الأمازيغي وموقعه ضمن المنظومة الإعلامية المسماة وطنية، حيث الإقصاء والتهميش الممنهج والدائم والاحتقار لكل ما هو أما زيغي.

ولقد كان حفل توقيع هذا المؤلف بمقر جمعية أفراك ماست يوم 02/01/2007 مناسبة للنقاش والحوار الذي تبين من خلاله مدى الوعي الجماهيري العميق بأهمية هذه المبادرة وكذلك بالدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه السينما الأمازيغية في رد الاعتبار للشخصية الوطنية التي فقدت قوتها الأصلية بسبب الاستلاب الكبير الذي كانت وسائل الإعلام المسماة وطنية مصدرا أساسيا له. حيث الاحتفاء بما هو أجنبي ودخيل على حساب الوطني المحلي مما انعكس سلبا على الذوق العام الذي أصبح بدوره يفضل الإنتاج الأجنبي ويحتقر الإنتاج الذاتي المحلي. إن هذا المؤلف الذي صدر مؤخرا محاولة لرد الاعتبار للكرامة الوطنية ومقوماتها التي تمرغت في التراب.

وتناول هذا اللقاء أيضا الوضعية التي تعيشها السينما الأمازيغية من خلال الحديث عن المواضيع المبتذلة والتقنيات البسيطة التي تضعف من مستواها كسينما حديثة. إضافة إلى عدم استجابتها للانتظارات اليومية للمشاهد الأمازيغي الذي لا يكف عن المطالبة بالجودة وضمان المتعة الفرجوية. ورغم دلك تبقى السينما الأمازيغية ملجأ دافئا للآلاف من المتفرجين الأمازيغ الذين يجدون في الفيلم الأمازيغي نافدة وفية لتاريخهم الفردي البسيط. وهذا ما يفسر التهافت الكبير لمنتجي الأفلام الأمازيغية الذين يسارعون إلى إنتاج أفلام رديئة هي اقرب ما يكون إلى (الحلقة الهزيلة) منها إلى الفيلم السينمائي الحقيقي. لكنهم مع ذلك يحققون أرقاما تجارية تشجعهم دائما على مواصلة التمييع حتى أصبح الفيلم الأمازيغي ملجأ لكل من هب ودب.

و يعالج الكتاب مواضيع مهمة من بينها: الفيلم الأمازيغي بين الهواية والاحتراف – الطابوهات الاجتماعية في الفيلم الأمازيغي – الهوية اللغوية للفيلم الأمازيغي – دور الفيلم الأمازيغي في الحفاظ على الهوية الوطنية – الفيلم الأمازيغي بين تيمة الالتزام وضرورات السوق...

(عبد السلام بومصر أفنتور)


 

Free Web Hosting