تعريب الجملة الفعلية وآثار الشد والنصب على الأمازيغية

بقلم: محمد بوزگو

معروف أن تاريخ العرب المسلمين تاريخ مؤامرات.. ومعروف أيضا أن الغزو شكل أحد أهم الأسس التي قامت عليها السياسة الخارجية لدولة العرب المسلمين الذين ـ لتهذيب فعلتهم ـ سموها فتوحات..

إن كلا من المؤامرة والغزو يقتضي وجود عناصر مكونة لهما: الفعل،لاالفاعل، المفعول به والمفعول فيه.. وهي من العناصر التي اعتمدت أيضا في تأسيس قواعد النحو العربي فيما يخص الجملة الفعلية!! .. وبالتالي حتى تكتمل الجملة تلك وتصبح ذات تأسيس سليم يجب احترام القواعد إياها...

والجملة الفعلية في هذا النص استحضرتها بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2957 التي تصادف 12 يناير 2007...

نعم، قلت لا بأس مع حلول هذه السنة من الوقوف مليا والالتفات نحو التاريخ لنضع أنفسنا نحن الأمازيغ في سياق الجملة الفعلية المعنية، وبالتالي الوقوف على مدى سلامتها نحوا وتاريخا.. وهذا أيضا نوع من أنواع الاحتفال...

الجملة الفعلية المقصودة مقعدة نحويا وصرفا، عناصر تكوينها: فعل و فاعل ومفعول به ومفعول في..

الفعل: غزا ، يغزو.. وهو فعل يتصف بالحركة والقتل والتنكيل الظاهررفي مختلف مراحل السطو، وبالغدر المستتر عند السبي وهتك العرض.. وبما أن الفعل ليس فعلا جامدا، وتتقلب صورته من الماضي إلى الحاضر فإنه في الأول كان غزوا بالسيف والنبل المحمول على الكتفين والآن غزو بالذيل والقلم المحمول بين الفخذين...!!!

الفاعل: اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ، ويدل على من فعل الفعل، في الجملة التي نحن بصددها، الفاعل: العرب.. اسم إنسان في هيئة إنسان.. أتى من صحراء قاحلة جرداء بحثا عن رطوبة وسهل معطاء.. واستثناء يأتي منصوبا أو منتصبا بالألف الظاهر في أوله اللازم لإتقان فعل الهتك وهو مضاف، والمهتوكة مضافة إليه.. ويُرفع الفاعل مرارا بالضمة الظاهرة في حضنه عند ضمه المفعول بها... وبعد القذف ينكسر الألف الذي في أوله بالكسرة المستترة في آخره !! ..

والفاعل هذا..

قد يكون فاعلا/ حال، أي يعبر عن حالة مرضية معقدة بالعقدة الدائمة فيه بفعل آثار الأحاسيس الجافة والإنسانية المنعدمة...

وقد يكون نعتا من نعوت السفك والطمس والتخريب... سفك الدماء، طمس الهوية وتخريب الحضارة...

كما يمكن أن يكون بدلا.. أي بديلا للنعم السائدة في المفعول فيه.. بدلا للاستقرار.. بدلا للثقافة الأصلية.. بدلا للهوية المتجذرة...

والفاعل إياه.. قد يأتي جاراً ومجروراً..

جاراً جهله لا عقله، حقده لا تسامحه، قتله لا سلامه... دون أن يدري أنه بذلك يجر أذيال الهزيمة..

ومجرور بالغريزة لا بالحكمة، بالمتعة لا بالفطنة... وسيظل مجرورا ما دام الجار كائنا وظاهرا..

والفاعل في الأخير...

سيبقى ويظل متشبثا بحالته الفعلية... ما دام يملك سلطة الجاه والقهر وآبار النفط.. حتى وإن دخل عليه حرف من حروف العلة.

المفعول به: لابد للفعل من مفعول به... والأمازيغ مفعول بهم لفعل غزا، يغزو... فإذا كان السبي والنهب والاغتصاب أفعالا آنية وظاهرة، فالتعريب فعل لاحق ومستتر... فعل نحصد نتائجه حاليا... تعريب المدارس، تعريب وسائل الاتصال، تعريب الإدارة... بعبارة واحدة تعريب الحياة... والمفعول به منصوب بالنصبة الجاثمة على آخرة، والنصب عليه حمال أوجه، نصب على التعليم بالتعتيم، نصب على الثقافة بالتثقيف (من الثقاف)، نصب على الهوية بالهاوية، نصب على الأمازيغ بالزيغ... (يقصد التعليم والثقافة والهوية الأمازيغية).

إذن المفعول به في الجملة الفعلية السابقة أتى جمعا، مذكرا ومؤنثا، ظاهرا وليس مستترا.. المفعول به هم الأمازيغ .. بهم تم الغزو والتنكيل، وبهم تم مسح الذاكرة في أفق مسح الهوية...

المفعول فيه: قد يكون ظرف مكان أو زمان.. فالمكان هو شمال إفريقيا من سيوة مصر إلى نيجر الصحراء. أما الزمان فابتداء من القرن 14 إلى الآن.. والمفعول فيه منصوب أيضا... والنصب فيه مدرارا..

ربما اهتديتم الآن إلى الجملية الفعلية المقصودة.. و ربما لا..

الجملية الفعلية المعنية لن تكون سوى:

غزا العربُ الأمازيغَ بشمال إفريقيا ابتداء من القرن 14 إلى الآن..

قد أكون عربت هذه الجملة الفعلية تعريبا خاطئا.. فقط لأني أردت أن أمزغها تمزيغا صحيحا..

كل سنة وأنتم غير معربين.. أنتم أنتم لا أقل ولا أكثر أيها الأمازيغ..


 

Free Web Hosting