تنسيقية "آيت غيغوش" ومطلب الحكم الذاتي

بقلم: سعيد صادق

هل يمكن لتنسيقية آيت غيغوش أن تبلور مطلب الحكم الذاتي للجنوب الشرقي؟

أولا، وقبل الغوص في هذا النقاش لابد أن نحاول التعريف بشكل مبسط بتنسيقية آيت غيغوش؟ والتي ربما لا يعرفها الكثيرون رغم أنها أعطت الكثير للقضية الأمازيغية

على مستوى المغرب والجنوب الشرقي خصوصا.

فتنسيقية آيت غيغوش تنظيم أمازيغي مستقل تبلور عبر محطات نضالية قادها طلبة الجنوب الشرقي في مواقع جامعية بالراشيدية ومكناس واكادير ومراكش. وقد تبلورت فكرة التسمية بعد نقاش طويل بين أبناء المنطقة في تجاوز لكل أشكال التفرقة التي دأب المخزن في توظيفها لتشتيت أبناء المنطقة عبر التاريخ، سواء في شكل صراعات آيت عطا وآيت تدغة وآيت حديدو وآيت مرغاد...

نعم استطاع أبناء المنطقة من خلال نضجهم الفكري في بلورة تنظيم دون أية خلفيات كما يدعي البعض، واستطاع هذا المشروع التنظيمي لآيت غيغوش من تجاوز فكرة النضال داخل أسوار الجامعة- باعتبار تنسيقية آيت غيغوش تنسيقية منضوية تحت لواء الحركة الثقافية الأمازيغية- إلى محاولة العمل داخل المجتمع المدني عبر الجمعيات التي أسسها خريجو هدا التنظيم، وكذلك نشر الفكر الغيغوشي أو المشروع إن صح التعبير في أوساط أبناء المنطقة وعلى الصعيد الوطني عامة. من هنا يتأكد أن التنسيقية هي مشروع يزاد إلى رصيد أبناء المنطقة في كفاحهم التاريخي وللإنسان الأمازيغي في مركزه الحضاري، سواء في الدفاع عن هذه المنطقة من خلال

المحافظة و لدفاع عن الهوية والثقافة الامازيغيتين أو الدفاع عن حرية البلاد. والتاريخ يشهد على أن منطقة الجنوب الشرقي شكلت آخر معاقل المقاومة التي خاضها

الإنسان الأمازيغي سواء في المغرب أو شمال أفريقا (تامزغا). لقد شهدت المنطقة سنوات عصيبة من حركة عدي او بيهي 1959, أحداث 1973, أحداث 1981, أحداث جمعية تيليلي 1994.. والتي شكلت منعطفا تاريخيا في الحقل الأمازيغي، مما استلزم من آيت غيغوش كتنظيم حديث العهد الدفاع عن كرامة الإنسان الأمازيغي في

تامزغا عموما والجنوب الشرقي خصوصا.

لننتقل إلى دواعي طرح الحكم الذاتي

للمنطقة؟

ربما لا أحد ينكر مدى أهمية هذه المحطة التاريخية- ظهور تنسيقية آيت غيغوش- إلى جانب محطات النضال الأمازيغي. قد يكون هذا ملتمسا للنسيج الاجتماعي والجمعوي من أجل التفكير في تنظيم دورات في هذا الإطار - النظام الفدرالي في المغرب - قصد التتبع لهذه المبادرة بجهة الجنوب الشرقي والمغرب عموما. مما يطرح إشكالا آخر، وهو: إلى أي حد يمكن تنظيم طاولات مستديرة بين مختلف الشرائح الاجتماعية حول هذه المبادرة في أفق التقييم العملي والموضوعي المشترك والجماعي. وكذلك على تحسيس المواطنين والمسئولين بضرورة زرع الفكر العقلاني على هذا المعطى/المطلب حاليا في المغرب. إن السؤال هنا هو "أكون أو لا أكون" بمعنى أن الكل معني في المساهمة، عندها سننزع الاعتراف سواء عند الجهات الرسمية أو عند من يحاول الاعتراض.

إن المشروع الذي يحمله الحكم الذاتي أو النظام الفدرالي يمتد إلى جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحتى السياسية. وإذا استطاع

المشروع الغيغوشي أن ينسجم أو أن يبلور نفسه مع الحكم الذاتي الموسع، آنذاك يمكن الحديث عن العهد الجديد والدولة الجديدة كعنصرين أو كإستراتيجية للانتقال

الديمقراطي. لأنه لا يمكن أن نتحدث عن عهد جديد إلا في إطار جديد للدولة. كما أن إقرار النظام الفدرالي يمكن المؤسسات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية محليا من صلاحيات واسعة تحترم خصوصيات كل منطقة، مما سيشكل مدخلا للعدالة الاجتماعية محليا ووطنيا تضمن للوطن وحدته وللمواطن كرامته وحريته، في كل أشكال الهيكلة والتنظيم سواء في الإعلام والقضاء والاقتصاد والسياسة.. الضامنة لأساليب السلم والاستقرار والديموقراطية التي نريد إرساءها في تامزغا عموما.

من هنا فالمشروع سيكون آلية من آليات تحقيق الأهداف الرامية إلى إخراج البلاد والمنطقة من واقع التهميش الممنهج بشكل إجرائي وملموس. وهذا لن يتأتى إلا بقناعة ذاتية وبمشاركة فعالة لجميع مكونات المجتمع. أما في ما يخص المبادرة فيمكن القول إنني التمست من جمعية "تانكرا" للثقافة والتنمية بتنغير الكبرى من خلال بيانها التنديدي حول الفيضانات بتنغير والجنوب الشرقي عموما بحيث طرحت ضرورة إنشاء وكالة للتنمية بالجنوب الشرقي على غرارها بالشمال والجنوب. مما يستلزم علينا نحن أبناء المنطقة ضرورة فتح نقاش سواء على مستوى الجهة أو الوطن لتتبين حدود الممارسة الفعلية للنظام الفدرالي.

وفي النهاية/البداية أود ألا يتم التعاطي مع هذا المقال بأنه مبادرة لمقاربة جهوية ضيقة للقضية الأمازيغية, ولبلاد تامزغا التي نناضل لتحريرها من يدي غطرسة أنطمة التسلط العروبي القائم في تامزغا. كما لا يجب أن نتعاطى مع تنسيقية آيت غيغوش كأنها تضرب عرض الحائط أو تقفز على محطات الحركة الأمازيغية على مستوى الشارع أو داخل أسوار الجامعة. كما أود أن

تكون هذه المبادرة بادرة لتقوي آليات التنسيق جهويا ووطنيا ودوليا وتبعد كل ما من شانه أن يعرض الأمازيغية لأية أزمة أو انتكاسة. إن مبدأ الفكر الأمازيغي هو النقاش والنقد البناء والعلمية والموضوعية والدينامية والتعددية والاختلاف. كما أن تنسيقية آيت غيغوش جزء لا يتجزأ من رصيد النضال الأمازيغي.

كل ما أود أن أعبر عنه في هذا المقال هي أفكار شخصية مما يجعلني لا أتحدث باسم آيت غيغوش أو الحركة الثقافية الأمازيغية أو أية جمعية من الجمعيات. هذا موقف شخصي قابل للنقاش والنقد.

unna trz ula tkna

ughighuch sud est ayara

ughighuch sud est hat ighra

said_sadek1@hotmail.com


 

Free Web Hosting